قال تعالى : "ولتنذر أم القرى ومن حولها" (سورة الأنعام 92). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " علمت أنك خير أرض الله، وأحب الأرض إلى الله، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت" رواه أحمد والترمذي.
والاكتشاف العلمي الجديد الذي كان يشغل العلماء والذي أعلن في يناير سنة 1977 يقول ك إن مكة المكرمة هي مركز اليابسة في العالم، وهذه الحقيقة الجديدة استغرقت سنوات عديدة من البحث العلمي للوصول إليها، واعتمدت على مجموعة من الجداول الرياضية المعقدة استعان فيها العلماء بالحاسب الآلي.
ويروي العالم المصري الدكتور حسين كمال الدين قصة الاكتشاف الغريب، فيذكر: أنه بدأ البحث وكان هدفه مختلفا تماما، حيث كان يجري بحثا ليعد وسيلة تساعد كل شخص في أي مكان من العالم على معرفة وتحديد مكان القبلة، لأنه شعر في رحلاته العديدة للخارج أن هذه هي مشكلة كل مسلم عندما
يكون في مكان ليست فيه مساجد تحدد مكان القبلة، أو يكون في بلاد غربية.
لذلك فكر الدكتور حسين كمال الدين في عمل خريطة جديدة للكرة الأرضية لتحديد اتجاهات القبلة عليها ..و بعد أن وضع الخطوط الأولى في البحث التمهيدي لإعداد هذه الخريطة ورسم عليها القارات الخمس ظهر له فجأة هذا الإكتشاف الذي أثار دهشته ..فقد وجد العالم المصري أن موقع مكة المكرمة في وسط العالم ..وأمسك بيده برجلا أي بيكارا ، وضع طرفه على مدينة مكة ومر بالطرف الآخر على أطراف جميع القارات فتأكد له أن اليابسة على سطح الكرة الأرضية موزعة حول مكة توزيعا منتظما..ووجد مكة في هذه الحالة هي مركز الأرض اليابسة.
ويضيف العالم الدكتور حسين كمال الدين لقد بدأت بحثي برسم خريطة تحسب أبعاد كل الأماكن على الأرض عن مدينة مكة ثم وصلت بين خطوط الطول المتساوية لأعرف كيف يكون إسقاط خطوط الطول وخطوط العرض بالنسبة لمدينة مكة وبعد ذلك رسمت حدود القارات وباقي التفاصيل على هده الشبكة من الخطوط واحتاج الأمر إلى إجراء عدد من المحاولات والعمليات الرياضية المعقدة بالاستعانة بالحاسب الآلي لتحديد المسافات والانحرافات المطلوبة وبالمصادفة وحدها اكتشفت أنني أستطيع أن أرسم دائرة يكون مركزها مدينة مكة وحدودها خارج القارات الأرضية الست ويكون حدود هذه الدائرة يدور مع حدود القارات الخارجية.
مكة إذن بتقدير الله هي قلب الأرض وهي بعض ما عبر عنه العلم في اكتشاف العلماء بأنه مركز التجمع الإشعاعي للتجاذب المغناطسي . يوائمه ظاهرة عجيبة قد تذوقها كل من زار مكة حاجا أم معتمرا بقلب منيب، فهو يحي أنه ينجذب فطريا إلى كل ما فيها حتى ليكاد لو استطاع أن يذوب في كيانها مندمجا بقلبه وقالبه، وهذا إحساس مستمر منذ بدء الوجود الأرضي.
والأرض شأنها شأن أي كوكب آخر تتبادل مع الكواكب والنجوم قوة جذب تصدر من باطنها ..وهذا الباطن يتركز في مركزها ويصدر منه ما يمكن أن نسميه شعاعا ..ونقطة الالتقاء الباطنية هي التي وصل إليها عالم أمريكي في علم الطوبوغرافيا بتحقيق وجودها وموقعها جغرافيا، وهو غير مدفوع لذلك بعقيدة دينية. فقد قام في عمله بنشاط كبير مواصلا ليله بنهاره وأمامه خرائط الأرض وغيرها من آلات وأدوات، فإذا به عن غير قصد مر كز تلاقي الإشعاعات الكونية هو مكة ..
ومن هنا تظهر حكمة الحديث الشريف المبنية على قول الله تعالى (وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة و فريق في السعير )
ومن ثم يمكن التعرف على الحكمة الإلهية في اختيار مكة بالذات ليكون فيها بيت الله الحرام واختيار مكة بالذات لتكون نواة لنشر رسالة الإسلام للعالو كله ..وفي ذلك من الإعجاز العلمي في الحديث الذي أظهر أفضيلة مكانها عن سائر البقاع. والله تعالى أعلم وأحكم.
الإعجاز العلمي في الإسلام والسنة ، محمد كامل عبد الصمد، بزيادة وتصرف
0 تعليقات